الخميس، 23 يونيو 2011

ركمجة

يتعالي صوت المروحيات السوداء فوق ساحل البحر الأحمر انظر الي الْاعْلَي ... انظر اليها بإشمئزاز .. 
فهي علامة العار .. انظر الي الاتجاه الذى اتت منه فأشاهد ذاك الدخان الأسود الذى حجب الشمس ..
تتصاعد دقات قلبي .. وتصم اذنى بطبول الحرب .... كان واقفا تحت تلك الشجرة عندما حدث ابنه ..
-         هؤلاء الناس في الغابة .. ماذا رأيت فيهم ؟
-         لا افهمك ! " مترددا "
-         خوف .. خوف عتيق فاسد .. لقد اصيبوا به .. هل ترى .. ان الخوف مرض .. سوف يزحف الى قلب اى شخص يتعلق به .. لقد مزق سلامك بالفعل .. أَنَا لَمْ أَرَبَّيْكِ لِتَحْيَا فِيْ خَوْفٍ .. اطرده من قلبك ولا تحضره لقريتنا .

ثم سلخوا رؤوس الرجال وأخذوا زوجاتهم بعيدا عن الأطفال ... عدت اعدوا في تلك الغابة ثانيا ..
وتملكتني الحمى .. رأيت قوافل الافيال .. تتبعها الأسود .. والضباع .. وجاء بالنهاية البشر .. يتدفقون كالموج أفواجا .. يَمْلَأُونَ الْمَكَانِ بِصَخَبٍ .. بِغَضَبٍ .. يُمَزَّقُونَ الَوَجَوْدَ وَيَتَقَاسَمُوْنَ لَحْمِهِ ..
وتوقفت .. ألهث .. أنظر الى تلك الأرض الرطبة ... أدقق في آثار اقدامهم ..
كانوا هنا في اخر الطريق ... عرفت أنهم هنا من صوت قرع السيوف ..
زحفت حتى لا يرونني .. كانا واقفين فوق التل القريب .. يتبارزان بالرماح ..
ثم توقفا ليقيم كل منهما قوة مبارزه ..
-         اذهب الي بيتك ايها الامير . اشرب بعضا من النبيذ . ضاجع زوجتك . وغدا سوف نحظي بحربنا .
-         انت تتحدث عن الحرب كأنها لعبة . كم من زوجات ينتظرن علي ابواب طروادة أزواجا لن يعودوا .
-         ربما يستطيع اخاك ان يكونا راحة لهم . فهو بارع جدا في سحر زوجات الاخرين .

وفجأة ...
يتعالي زئير رهيب .. انظر حولي لأشاهدهم يهاجمون المكان .. اعدوا نائيا بحياتي ..
يعدوا احدهم ورائى محاولا اللحاق بي ..
اتعثر فيقترب مني ..
يحاصرنى ..
يفتح فكيه بقدر استطاعته ..
تَلْتَمِعُ أَنْيَابِهِ فِيْ الْظُّلْمَهْ ..
و...
انت يا بني الكشرى هايبرد ... بطل تقلب في التليفزيون وكل ..
سُحْقا لَكُمْ ..
لماذا دوما يخرجونني من هذه الحالة العشوائية على صوت اوامرهم .. وتنبيهاتهم ..
اعود محلقا الي شاشة التليفزيون لأتابع المطارده ..
نهاية ساذجة لذاك البطل ..
فيلم رخيص ...
ما اجمل تلك الرياضة .. الركمجة .. كما يحلو للمترجمين تفسيرها ..
ان تركب الأمواج .. امارسها بشكل او بأخر متنقلا بين القنوات او صفحات الشبكة العنكبوتية .. ناسجة خيوطها اللزجه فى ثنايا عقلى .. محتجزة للافكار بعيدا عن الأعين .
أمل سريعا فاستقر على نشرة الأخبار ..
وانظر اليهم صائحا ..
نَاوِلُوْنِي الْدُّقَّة .. الْلَّعْنَةُ عَلَيْكُمْ ... ثُمَّ نُقْهَقَهُ جَمِيْعا فَيِ صَخَبُ.

محمد صلاح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة