الفصل الأول
ماذا يعنى الخروج على القانون ؟
انه يعني ألا نشتغل خدما للتاريخ
يعنى مقاطعة جميع أنواع المعلبات
المعلبات الفكرية..
والسياسية..والأيدولوجية..والتربوية..
والإعلامية..والعرفية..والطائفية..والقبلية..
ليس لدينا أفكار طازجة .. ولا كتابات طازجة
ولا بطولات طازجة .. ولا أبطال طازجون
كل حياتنا قائمة على "المعلبات".
من علبة تستخرج دستورا.
ومن علبة صغيرة جدا.. نستخرج قائدا كبيرا جدا ونسميه معتصما.
او متوكلا.. او معتمدا .. او معتضدا ..
أو حاكما بأمر الله.
وفي اليوم الثانى لتوليه السلطة يصبح حاكما بأمر نفسه لا حاكما بأمر الله.
نزار قباني " العنوان الذى لن يعجب السلطان "
لكم تمنيت طوال حياتي أن تأتي هذه اللحظة .. لحظة ثورة شعب مصر ..
والأن بعد أن تحققت الأمنية أجدني في مفترق الطرق .. لا الثورة إكتملت ؛ ولا الجناة تمت محاسبتهم ..
هل سيذهب كل هذا سدي .. ادراج الرياح ؟؟
وهل ستذهب هذه الدماء الذكية التي روت شوارع مصر وهى تهتف للحرية العدالة ؟
أين الشرعية الثورية ؟؟؟
لماذا يحاسب المخطئون على جرائم فساد مالي فقط .. وبقوانين قد تم إسقاطها ؟؟
أليس أجدي أن يحاسبوا على جرائم الفساد السياسيى والجنائى .. وأمام محاكم ثورية .. شعبية ؟
أين ذهبت المطالب ؟؟
محاكمة الفاسدين ..
المجلس الرئاسى..
حكومة التكنوقراط..
الدستور الجديد..
انتخابات الرئاسة..
مجلس الشعب..
لماذا انعكست المطالب وصارت تملى علينا بواسطتهم لا بواسطتنا نحن من صنعنا الثورة ؟ ولماذا يتم التلاعب بنا .. والالتفاف حول المطالب الرئيسية ؟؟
أعلم أن أسئلتى أكثر من إجاباتي .. ولكن..
لماذا نعود لميدان التحرير في كل موقف ؟
وماذا يعني استفتاء على مواد دستورية 9 ثم خروج اعلان مكون من 62 مادة لم نستفتي عليها ؟
لماذا تمت اقاله شفيق بعد التهديد بخروج مليونيه للتحرير ثانيا ؟ وجاء شرف بهذه المليونية الاحتفالية.
من المسئول عن الغياب الأمني حتي هذه اللحظة في بر مصر كلها ؟
ومن المسئول عن عدم عودته للشارع ... ومن قام بالتضحية به كاملا منذ البداية ؟
من المسئول عن اتاحه الفرصة للفصائل الدينية الراديكالية بممارسه دورها وزيادة عليه محاولة ركوب الثورة وتوجيهها لمسار بعيد عن ارادة الشعب ؟
اين الشفافية حتي الآن في المحاكمات ؟ في تولي الوزراء وأين اقرارات ذمتهم المالية ؟ اين الشفافية في تعريف المواطن بماذا يجري خطوة بخطوة؟
كم لدينا من مخزون القمح والدقيق ؟ كم لدينا من مخزون السلع الأساسية ؟
أين ذهبت الموازنة العامة ؟
أين مبارك وعائلته ؟؟
ولماذا هناك آلاف المصالح والأماكن مازالت تحمل اسمه حتي الآن ؟
من الذي تباطأ في القبض على رشيد وغالي وسرور وعزمي والشريف حتي الآن؟
لماذا لم يتم تجميد الحزب الوطني حتي الآن ؟ لماذا يترك المحافظون حتي الآن في مناصبهم ؟ والمجالس المحلية ؟ والرؤس الفاسدة في كل المصالح الحكومية والجامعات حتي الآن ؟
لماذا الإصرار حتي الآن علي ابعاد الشباب وتهميش دورهم حتي الآن ؟
هل تعبتم ..و مللتم .. من التساؤلات !!
اذا اعلموا ن هناك اكثر من ذلك ولكن عقلي لا يستطيع استعياب اكثر من ذلك الآن.
معذرة فيما سبق فكم هو لكئيب وممل ولكنه للتذكرة فقط ..
أؤمن بأن الفترة الحالية هي أشبه بلعبة الشطرنج .. ولكن الغلبة في نهايتها دائما ما تنتهي بأحد الطرفين يصيح فائزا Check mate " كش ملك " فقد انتهى الدور .
يتبادر بذهنى الآن اتجاهين لتفسير ما آلت اليه الثورة حتى لحظة الكتابة الآن .
أولهما هو أن الثورة قد قامت بالفعل ونحن الآن في مرحلة المفاوضات مع السلطة الحالية أيا كان شكلها على ارض الميدان.
ولا أعني بالميدان " التحرير" فحسب ولكننى صراع السلطة قد دخل في مرحلة ساخنة لا أعلم ولكنها ربما صارت عادة المبارة ضمن سلسلة تفاعلات الثورة .
المطالب .. الالتفاف .. تهديد بالميدان .. مليونية .. ثم وعد .. فهدنة تتباعد مدتها أو تتقارب .. حتى يخطأ احد الطرفين ليسمع كلمة كش ملك.
إذا فهو صراع على السلطة بمعنى او بآخر.
أما ثانى إتجاه فهو المنادى بأن الثورة لم تستكمل بعد ولابد من استكمالها لتحقيق المطالب عن طريق تسريع إيقاع الشارع مرة أخرى لكسب الميدان بشكل خاطف يدفع بالسلطة لتلبية بعض المطالب أو كلها في أسرع ووقت وبحزم شديد .
في كل من الإتجاهين يصبح الميدان هو آداة الضغط في صراع السلطة فهو سلاح الضغط الشعبى المفضل لدي الثوار .
أحبائى :
إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
ونخطب دون أسنان .. كعادتنا
ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا
ونشنق كل من جاوؤا الي القاعة
على حبل طويل من بلاغنا
سأجمع كل أرواقى..
واعتذر.
نزار قباني " اعتذار لأبى تمام".
0 التعليقات:
إرسال تعليق